![]() |
| هضبة لالة ستي بتلمسان الجزائر |
تلمسان... مواقع أثرية وسياحية تفتح ذراعيها لزوار أقصى الغرب الجزائري
أضحت هضبة لالا ستي، شلالات الوريط، مغارات بني عاد الواقعة على مستوى ولاية تلمسان، مواقع سياحية وأثرية تنافس شاطئ مرسى بن مهيدي من حيث استقبال السياح في الصيف، حيث تعتبر ذات الولاية من أهم المناطق السياحية بالجهة الغربية للوطن وأكثرها استقطابا للسياح خلال موسم الاصطياف، بفعل احتوائها على أحد أكبر الشواطئ والسواحل التي تجلب بجمالها القريب قبل البعيد على غرار مرسى بن مهيدي وشاطئ بدر اللذان تجاوزت شهرتهما الحدود الجزائرية، وصارت الشواطئ الخلابة تنافس في استقطاب السياح وأصبحت أهم مركز للسياحة بالولاية، حيث تشير الإحصائيات أن الولاية تسجل 20 مليون مصطاف وسائح سنويا منهم أكثر من 10آلاف أجنبي .
هضبة لالا ستي، البحيرة، الغابة والمنتجع السياحي مقصد الزوار
على هضبة تلمسان التي تطل على حي بودغن العتيق تقع هضبة لالة ستي نسبة لضريح المرأة الصالحة لالا ستي، حيث يقع هذا المنتجع السياحي على ارتفاع 600 متر من مدينة تلمسان والتي دشنها رئيس الجمهورية في شهر أكتوبر من سنة 2008 لتكون واحدة من أهم الوجهات السياحية وباتت تستقطب آلاف الزائرين بسبب موقعها الجغرافي الممتاز، هذه الهضبة التي أقيمت بها مرافق سياحية كبيرة على غرار المنتجع السياحي والبركة المتحركة التي ضاعفت من الجمال الطبيعي للمنطقة حيث امتزجت المناطق الاصطناعية بالغابة الجميلة التي سهرت السلطات على إقامة المقاعد الحجرية مما زاد من إقبال العائلات عليها خاصة خلال فصل الصيف والسهرات الليلية أين لا تخلو الهضبة ليل نهار من السياح الذين يقضون أوقات طويلة هناك خاصة في ظل تواجد كل الضروريات من خلال فتح المطاعم والمقاهي التي تقدم أشهى الأطباق كما زاد مشروع التيليفيريك الذي يربط الهضبة بوسط المدينة بمبلغ رمزي لا يزيد عن الـ30دج من قوة الاتصال، حيث لا تكاد العربات تخلو من الصاعدين والنازلين للهضبة عابرين أزقة تلمسان من الأعلى مستمتعين بالمناظر التي تشكل لوحة تلمسان التي تكونت منذ الأزل في الوقت الذي تعطل لمدة زادت عن السنة في انتظار استكمال إصلاحه من قبل مؤسسات أجنبية مختصة . هذا الموقع السياحي المتميز بمناظره الطبيعية الخلابة تقصده العائلات ليلا لقضاء السهرة في جو عائلي حول الموائد الحجرية المهيأة على ضفاف الغابة أين يتواصل السمر العائلي إلى ساعات متأخرة من الليل إذ تجد الأطفال الصغار وهم يستمتعون باللعب في الوقت الذي يرافق الآباء أبناءهم للقيام بجولة على الماء في البركة المتحركة على متن الزوارق التي تسير باستعمال البيدال من جانب آخر، يختار بعض الزوار زيارة ضريح لالا ستي الواقع بالجهة الغربية على بعد أمتار قليلة من البرج الذي يعد أحد المعالم الخمسة التي تحتويها الهضبة لاكتشاف السر الدفين الذي تخفيه هذه المرأة الصالحة التي يقال أنها جاءت من بغداد وهي بنت الشيخ عبد القادرالجيلاني وعاشت بتلمسان خلال القرنين الـ 6 و7 هجري الموافقين للقرنين 12و 13ميلادي وهي أصغر أخواتها واختلفت الروايات في سرد حكاياتها، حيث تؤكد بعض الروايات أنها شقيقة لالة مغنية المدفونة بمدينة مغنية كان من جانب آخر تزيد غابة بتي بيردرو المحيطة بهضبة لالة ستي ، والتي لا تزال بها بعد مراكز الاعتقال والتعذيب الفرنسي من قيمة هذه الهضبة، ما أثار فضول السياح والزوار الذين يقصدون المكان خصيصا لمشاهدة الزنزانات التي أقامها الاستعمار في تلك الفترة، حيث يقف هؤلاء بعددها المنتشر وبآثارها التاريخية الشاهدة على جرائم الاستعمار ووحشيته في حق الشعب الجزائري، هي مشاهد وشواهد تاريخية هامة جعلت من الغابة متحفا طبيعيا مفتوحا يتزاوج فيه الجمال الطبيعي والتاريخي والاصطناعي وحتى الرياضي والسياحي والعلمي على خلفية إقامة ملعب رياضي هناك وفندق رنيسونس الذي هو أحد فروع ماريوت زيادة على المركب السياحي التابع للحظيرة الذي صار مركزا خصبا للملتقيات العلمية والثقافية ضاعفت من القيمة السياحية للهضبة.
شلالات الوريت تسحر الناظرين وتجلب الساهرين
غير بعيد عن مدينة تلمسان على الجهة الشرقية وعلى جوانب الطريق الوطني رقم 07 المؤدي لولاية سيدي بلعباس عبر بلدية عين فزة تصادفك على بعد 05كلم من مخرج المدينة الشرقي شلالات الوريت التي تعتبر إحدى النحوت والألواح الفنية الطبيعية خاصة بعد عودة المياه إلى الشلالات في السنوات الأخيرة بفعل التساقطات المطرية الوافرة والمتأخرة ما جعلها قطبا حقيقيا، حيث تصب المياه القادمة من سد المفروش بوادي عين فزة ما يعطيها جمالا رائقا، في حين توجد بعض المغارات التي نحتها الماء المتسرب من الشلال مشكلة صواعدا ونوازل تبهر الزائرين، ورغم ضيق المكان لا تجد السيارات مكانا للتوقف بحكم أن الموقع يوجد في منعرج خطير، إلا أن الإقبال على المكان يعرف ارتفاعا من سنة لأخرى خاصة بعدما أقام بعض التجار مطاعم تقدم الأطباق التلمسانية على الهواء الطلق ومقابل الشلالات ما ضاعف من الإقبال خصوصا وأن أصحاب المحلات صاروا يبادرون بإقامة حفلات كل نهاية أسبوع تزيد من اكتظاظ المكان الذي صار ينافس الشواطئ والسواحل الخلابة خاصة وان الموقع يعرف برودة عكس حرارة الجو الكبيرة التي تجتاح الولاية هذه السنة .
مغارات بني عاد المصنفة عالميا مركزا للزيارات والبحث العلمي
على بعد 16 كلم شرق مدينة تلمسان وببلدية عين فزة على بعد 6 كلم من مقر المدينة وفي ارتفاع إحدى الهضاب التي تعد امتداد طبيعيا لهضبة لالا ستي، توجد مغارات بني عاد المصنفة عالميا والتي هي عبارة عن مغارة يزيد طولها عن 1.5 كلم ناتجة عن الغور المائي للشلالات والأودية التي نحتت صواعد ونوازل جعلت من المكان لوحة طبيعية يعجز أكبر الفنانين على رسمها بفعل التناسق الجميل لها وأمام جمالها تكفلت بلدية عين فزة بإقامة ممرات للسواح والسماح لهم بالدخول إلى أعماق المغارات للتمتع بالجمال الخلاب وسط درجة حرارة منخفضة جدا، حيث أن أغلب من يقصدوها نجدهم صيفا هربا من لفح درجة الحرارة أو في رمضان هربا من العطش خاصة وأن المغارات تحافظ على درجة حرارة لا تزيد عن الـ13درجة مشكلة برودة خلال فصل الصيف، وهو ما جعل المكان أكثر استقطابا للزوار وينافس كبريات الشواطئ والسواحل الخلابة على غرار مرسى بن مهيدي الذي يعد رائد السواحل جمالا على المستوى الوطني بفعل امتزاج زرقة البحر بالحدود الغربية أين تلتقي الإعلام الجزائرية بالرايات المغربية، هذا وكثيرا ما يفضل المصطافين القادمين من خارج الوطن مغارات بني عاد عن البحر لما لها من خصوصيات غريبة لا توجد الا في الجزائر التي تملك قدرات سياحية هامة قد تكون مورد مالي مهم للخزينة العمومية .

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق