الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

24 ساعة مشوقة في الصحراء

صورة لمدينة تاغيت الجزائر
صورة لمدينة تاغيت الجزائر
 

نبذة عن الصحراء:

الصحراء الجزائرية عبارة عن فسحة كبيرة، تقريبا تستحق لقب القارة الصحراوية. مساحتها أكثر من 2،000،000 كلم مربع، وكانت موجودة أو تشكلت منذ حوالي 3 ملايين سنة. ومن معالمها الأكثر شهرة هي العرق، وهي عبارة عن كثبان رملية، ومعظم مساحتها عبارة عن حمادة، أو هضبة صخرية تتكون من رمل وحجارة صغيرة الحجم. في أكتوبر من عام 2002، قمت بزيارة الصحراء، وأقمت بضع ليال في معسكر خيام بالقرب من منطقة تاغيث taghit.

بداية الرحلة

الرحلة بدأت بعد وصولنا إلى مدينة بشار في الجنوب الغربي الجزائري وإستكمال ماتبقى لنا من إحتياجات الرحلة والتخييم ، إنطلقنا ونحن ثلاث شبان في العشرينيات من العمر بميزانية محدودة وحب المغامرة لم يكبحنا ، إستقلينا سيارة أجرة إلى وجهتنا تـــــــــــــــــــــاغيت على بعد حولي 100 كلم عن مدينة بشار ،الجو كان مشمسا بدون زوابع رملية القليلة بدورها في هذا الموسم ، سألنا سائق السيارة هل لديك موسيقى فأخرج لنا شريط موسيقي بأغاني صحراوية محلية وبعد بداية الموسيقى وتوجيه بصرنا الى الخارج حتى شعرنا اننا دخلنا الى عالم آخر سرحنا بعقولنا معه، وماهي الا ساعة من الزمن حتى وصلنا الى مدخل المدينة.
صورةلكثبان رملية الجزائر
صورة لكثبان رملية الجزائر
في أثناء الطريق الى تاغيت لفت إنتباهنا قلة السيارات المتجهة الى هذه المدينة، ولكن عند دخولنا اليها ضحك أحد الاصدقاء وقال يبدوا اننا نحن آخر من وصل حيث كانت الساعة تشير الى 11 صباحا والمدينة رغم صغرها بدت وكأنها تأوي الملايين من كثرة الحركة، سائق السيارة خفظ كثيرا من السرعة ودقائق قليلة حتى وصلنا الى محطة النزول (عبارة عن لافتة تقول تاغيت بجنب الطريق).

قفزنا من السيارة بسرعة انا وصديقي لاننا كنا راكبين في المكان الاخير في السيارة حيث كنا لانستطيع التحرك بسهولة لضيق المكان، أعطينا سائق السيارة ثمن التوصيلة ووقفنا مندهشين نحن الثلاثة وكأننا في وسط سوق شعبي لكثرة السياح الذين سبقونا بالمجيئ الى تاغيت من مختلف الاجناس اوروبيون امريكان واسيويين وجزائريين، إخترنا اتجاه اليمين بإتجاه سوق المنتجات التقليدية ولكثرة الحركة إتفقت انا وصديقي على مكان الالتقاء بعد الخروج من السوق وذهب كل منا على حدا، لاستطلاع السوق واستكشافه وتعيين اي الاشياء سيتم شرائها قبيل العودة.
في حدود الساعة 15:00 إلتقينا مجددا عند النقطة المتفق عليها وكانت هناك ثلاث مناطق أخرى يجب زيارتها والمبرمجة في رحلتنا وهي صعود الجبل الرملي ، الدخول الى القصر التاريخي أو النزول الى الواحة في وسط الوادي الكبير، إستبعدنا الواحة داخل الوادي لتكون زيارتها في الغد واتفقنا على الدخول للقصر القديم.

اتجهنا الى القصر وكان هنالك مطوية توضيحية للقصر، إستلمنا واحدة عند المدخل وواصلنا المشي داخل ازقته وغرفه و أظنه مزال يصلح للعيش خصوصا في هذه المنطقة الصحراوية، وداخل القصر تصبح منعزلا عن العالم الخارجي ولولا ضوء المصابيح الكهربائية وبعض النوافذ فإنك لن تستطيع الرؤية، المهم اننا لسنا من هواة الاثار او محبي التاريخ فلم نطل البقاء داخل القصر ماهي الى نصف ساعة وخرجنا والجبل الرملي نصب اعيننا.


بعد الخروج مباشرة ونحن متجهين الى العرق( الجبل الرملي ) كنا مندهشين لرؤية الغيوم . كانت جميلة جدا - شاهدنا عاصفة بالغيوم الداكنة في السماء ولكنها سريعا ما غادرت المنطقة وعاد الصفاء، بوصولنا الى سفح الجبل كان هناك جمع غفير من السياح حيث هناك مجموعات صغيرة وأخرى أكبر منها بقليل وبحكم الفضول إقتربنا من إحدى المجموعات لنعرف بلد قدومهم وبحكم معرفتي باللغة الانجليزية فهمت منهم انهم ألمان جاءت بهم وكالة سياحية فرنسية في رحلة من اوروبا الى المغرب الاقصى ثم الجزائر وربما الى تونس قبل العودة الى وطنهم ومعظمهم كهول ومن الجنسين على عكسنا نحن العرب الرجل يذهب للسياحة وقضاء العطلة في الخارج ويترك الاطفال مع الزوجة، بعد المحادثة القليلة معهم قررنا الصعود لقمة الجبل الرملي وتمنيت انني لم اقرر الصعود لأننا وصلنا منهكين جدا، فالجبل الرملي عكس الجبال العادية فهو يبدو مصطحا بدون عراقيل ولكن صعود الجبل الرملي اصعب بكثير من العادي لهشاشة الرمل مما يتطلب منك جهدا أكبر.

على قمة العرق وهو الجبل الرملي إلتقطنا بعض الصور وتمددنا على الرمل والمدهش في قمة العرق انك تستطيع رؤية كامل المدينة ومن ورائها الواحة وسط الوادي وفوق كل هذا بحرمن الرمال على مد البصر في الجهة المقابلة بحر اصفر بأمواجه، إخترنا جهة من العرق بها منحدر غير حاد وقررنا النزول جريا أحد الاصدقاء لم يقرر المغامرة معنا فتركنا اغراضنا معه وانطلقنا نزولا وماهي إلا بضع خطوات حتى سقطنا واصبحنا نهوي إلى السفح مثل كرة الثلج، عاودنا الصعود لاحضار الاغراض الخاصة بنا وجدنا صديقنا قد استأجر زلاجات وهو يهم بالنزول متزلجا وطلب منا إحضار أغراضه معنا وقد وصل بسلام الى نقطة الوصول وتمنينا تجربتها نحن كذلك ولكن الوقت يداهمنا وبدات الشمس في المغيب وعلينا حجز الاماكن في الخيمة الكبيرة للاستمتاع بالعروض الغنائية والرقصات الفلكلورية المحلية.
مع غروب الشمس بدأت أفواج السياح بالالتحاق بمكان المهرجان البعض جالس تحت الخيمة البعض على الرمل والحسير والبعض الآخر على الكراسي التي أحضرها المنضمين،بدأت السهرة على أنغام الموسيقى الصحراوية وكان هناك شباب يقومون بتوزيع الشاي والقهوة وبعض المأكولات الخفيفة على الجالسين تحت الخيمة، بدأت السهرة تطول وفي حدود الساعة 23:00 قررنا المغادرة ولك إلى أين ؟؟ إنه وقت التخييم.

بعد المشاورات قررنا التخييم أعلى الوادي عند مدخل المدينة، إخترنا مكان مسطح بجانب إحدى شجيرات النخيل كل منا قام بتنصيب الخيمة الفردية الخاصة به وتقاسمنا مهام التحضير لاشعال النار وطهو الطعام بعد ان كنا اشترينا بعض الخضار من خضار مدينة تاغيت ،بعد الإنتهاء من تناول وجبة العشاء قمت انا شخصيا بتحضير الشاي الذي اتقنت تحضيره من أحد الاصدقاء أثناء الخدمة العسكرية، امتدت السهرة لحدود الساعة الثالثة صباحا، هيئنا حفرة النار جيدا وزودناها بكمية من الحطب لتبقى مشتعلة لاطول فترة ممكنة وقبل الدخول للخيمة للنوم قمنا بتفتيشها جيدا خشية وجود خشرات او زواحف سامة للإحتياط فقط وصرخ احد الاصدقـــــــــــــــــــــــــــــــاء الى النـــــــــــــــــــــــــــــوم.
فوج من السياح اثناء التخييم
فوج من السياح اثناء التخييم


في اليوم التالي وفي حدود الساعة  9:00 صباحا إستيقضت من النوم مرغما لاننا في شهر اكتوبر وهو وقت نضوج التمر والذباب هو من ايقضني، ضننت أني أول من إستيقض ولكن هيهات فأصدقائي كانو اول من أستيقظ وقامو يتحضير الفطور وينتظرونني، بعد الافطار مباشرة إرتدينا بعض الالبسة المحلية التي كنا قد اشتريناها من مدينة بشار قبل قدومنا الى هنا ، جمعنا أغراضنا وقمنا بتنضيف مكان التخييم وانطلقنا نزولا الى الواحة  وسط الوادي بعض الفلاحين ضنو اننا عند رؤيتنا اننا من السكان المحليين وعند إقترابنا منهم يبتسمون ويعرضون علينا المساعدة والضيافة عندهم ولكننا نشكرهم ونواصل الرحلة داخل واحة الوادي لاستكشافها ودامت رحلتنا في وسط الواحة تقريبا ساعتين او اكثر بقليل وفي طريقنا للعودة الى المدينة استوقفنا شيخ وعرض علينا طبخا تقليديا كان إسمه الشربة على ما أذكر فقبلنا الضيافة عند هذا الشيخ المضياف وفرض علينا اكمال ضيافته بتقديم اكواب الشاي وهذا الضيافة كلها كانت تحت احدى نخيل واحته الجميلةفي حدود الساعة 13:00 شكرنا الشيخ على حسن الضيافة واستسمحناه للمغادرة، اكملنا طريق العودة للمدينة ووجهتنا السوق ، إشترينا بعض الاغراض للذكرى وههمنا بالمغادرة وفي قلوبنا حسرى لاننا لم نزر جميع معالم هذه المنطقة السياحية بامتياز فهي لا تملك قصر واحد فقط بل ستة قصور وواحتها طولها 18 كلم ونقوشها الصخرية التي تعود ل 10 سنة قبل الميلاد وفندقها الرائع من تصميم المهندس الايطالي Puchita الذي صممه سنة 1969 ووو ولا يسعني هذا المنشور لذكرها كلها،
في حدود الساعة 15:30 مساءا ركبنا في الحافلة في طريق العودة الى مدينة بشار ومن هناك كل من الاصدقاء اتخذ وجهته الى مكان أقامته على إعتبار اننا أصدقاء من المواقع الاجتماعية فقط قررنا تنظيم تلك الرحلة معنا ولزلنا الى اليوم نتواصل على النت بحكم ان عملنا في الانترنات الى اللقاء في رحلة أخرى ان شاء الله


----- لاتنسوا التعليق والتسجيل بالموقع ان أعجبكم منشورنا ليصلكم كل جديد عن مغامراتنا -----

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق